الأحد، 26 يونيو 2011

ماذا يُريد مني وطني




ارقص و اطرب و مارس ظواهر مراهقة من تضليل و تزيين للسيارة و اربط الأعلام على العنق و الخصر ، لتكون وطنيًا تفرح لبلدك و تسعد ليوم أو عيد وطنك ، و هكذا تتغير ملامح المواطنة ، لتتغير ملامح الوطن ككل ، و تمارس كل المخالفات اللاحضارية و غير الأخلاقية ، باسم الوطن و رفعة الوطن . و هذا المفهوم مفهوم تكرسه كثير من الجهات الرسمية ، سواء كان ذلك بمحض علمها أو لا ، و يُمارسها الإعلام الذي اتخذ من النفاق و التزلف سُلمًا يخترق به سقف الدين ، و يعتلي بعدها سماءه و أنى له .

إن المواطنة الحقة تُعد من السمات شبه الغائبة في يوم الوطن و ذكراه السعيدة ، إنه ليس من المواطنة أن نفرح و نطرب على حساب الأرامل و المساكين و المحتاجين ، الذين حُرموا من خيرات الوطن و التي هي أبسط حقوقهم ، إننا نبدو أنانيين و أغبياء حينما نفرح فرحة ظاهرية ، و نحن لم نساهم في أي رقي بالوطن ، و لم نتحمل بعد مسؤولية ذاتية في بناء أوطاننا في كل المجالات و الميادين ، وطننا وطنن متخلف في كثير من الأمور ، يحتاج منها أن نثبت صدقنا معه و مع ولاتنا في التعاون و التوجيه و المشاركة و التفاعل ، و طننا يحتاج إلى أن نتثقف و نُثقف ، و نتعلم و نعلم ، و نشارك و نعطي ، و نساهم ..

أبناء و طننا لهم من المطالب و الضروريات مما لا تصفو الحياة إلا بها ، و لكن حالت إمكانياتهم المحدودة و صوتهم الضعيف من الحصول على ( حقوقهم ) ، غاب صوتهم ، لطغيان صوت النفاق و التزلف ابتغاء المصالح الشخصية ، و الرغبات المحدودةِ الذاتية ..

أيها الشباب ، أيتها الفتيات ..وطننا مُخترق عقائديًا و أمنيًا و فكريًا ، وهو بحاجة إلى عقولنا و جهودنا و مساهماتنا ، إخواننا بحاجة إلى صوت عالٍ يساند أصواتهم ، و كلمة مسموعة تطغى على طنين النفاق الذي صك مسامعنا في كل وسائل الإعلام .. هنا سنحتفل بوطن حضاري راقٍ بإذن الله ، و تكون فرحتنا لا لأن وطننا أصبح راقيًا فحسب ، بل الفرحة الحقيقية هي حينما نكون نحن أصحاب السهام المؤثرة في هذا الإنجاز الذي أوصل وطننا الغالي إلى هذه النقطة .. قل عسى أن يكون ذلك قريبًا ..و لكن التغيير له أساليب شرعية و وسائل مرعية ، فينبغي أن تكون الوسائل نبيلة كنبل المقاصد .

و إنا لنروجو الله حتى كأنما *** نرى بجميل الظن مالله صانعُ

اللهم احفظ هذا الوطن عزيزاً شامخًا ، و أصلح قادته لمافيه صلاح البلاد و العباد ..

أخوكم / عبدالله



بين الإسلام و الخُرافة




انباؤكم - عبدالله العزاز


تشكل الخُرافة جزء كبيراً من الأعباء التي ناءت بحملها البشرية ، و عاشت مرارة ويلاتها مدى التاريخ ، و ساهمت في نشر كثير من الأمراض و الأوبئة الاجتماعية التي ساهمت بشكل مباشر و قوي في سحق الأمم و تدمير الشعوب و كل شيء ذا قيمة يمكن أن يحافظ عليها أو يعزز من فعاليتها .

و تجلت الخُرافة في أشياء كثيرة ، و لكنها استُخدمت أكثر باسم الدين و الإسلام و الطريق إلى الله و إلى جنته ، و حصل مبتدعوا هذا النوع من الخرافات على مكاسب مادية أو معنوية جعلت من أشخاصهم إمعات يُطلقون ما يرسمونه من خرافات ثم يروجونه .. ثم يصدقونه هم قبل أن يُصدقهم سُذج الناس و رعاعهم .

و قد جاء الإسلام .. إسلام الوحي و النور .. حاجزاً بين الإنسان صاحب العقل ، و بين امتهان هذا العقل المُكرم ، فكان الإسلام بمجمل شرائعه و أحكامه ، و مصادره و أخباره ، أول من يقف أمام الخرافة و التسطيح العقلي و العطل الفكري ..

فتجد في القرآن الكريم على سبيل المثال حشداً هائلاً من الآيات الداعية إلى التفكير و إقناع صاحب العقل بتحريك الفكر للإيصال إلى الغاية الكبرى و المقصد الأعظم وهو إفراد الله بالعبادة و ما يتبعه من توابع .

و يظهر هذا جليًا في قصص الأنبياء الكرام ، و الصالح من البشر الذين خلد الله ذكرهم في كتابه الكريم ، و يظهر هذا كذلك في سنة الرسول صلى الله عليه و سلم في مواقفه و أقواله عليه الصلاة و السلام . حتى في الأمور التي يستعصي على العقل أن يُفسرها ، تجد لها تفسيراً منطقيًا مقنعًا .

و على هذا المنهج سار علماء الأمة و مفكروها الذين يرون بهذا الميزان ، يرون أن الدين الإسلامي عبارة عن دائرة تحتوي في أصلها و حدودها على ركن أساس مبناه ترشيد العقل إلى الطريق الموصل إلى الله ، و لهذا كان هذا العقل هو مناط التكليف . و متى زال زال التكليف .

حتى في الفقه الإسلامي المستنبط من مصادر التشريع جُعلت الأصول ( أصول الفقه ) و المقدمات و الآليات ، ليأتي بعدها استخراج الحكم الشرعي ، كل هذا لتنظيم الدين و احترام عقول أتباعه و إعمال هذا العقل .. فلا مكان للخرافة في الإسلام ، و لا ينبغي لدعاة الأمة و علمائها و مفكريها أن يطرحوا ما يمكن أن يكون به امتهان للعقول و غسيل للأدمغة ، لا سيما و نحن في عصر التساؤلات الكبرى ..

و لا يعني هذا أن يؤله العقل البشري ليرتقي إلى الغيبيات و يبحث فيما لم تتوفر مقدماته المنطقية، و لكن يُستخدم في حدود المتاح و أما مالم يمكن الوصول إليه فيُرجع إلى الله تعالى فهو الذي أخفاه و هو أعلم بما أخفى ، (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) ، فصلاحيات العقل واسعة و لكنها تبقى محدودة ، و إلى هذا انتهى فلاسفة كبار أطلقوا العنان لعقولهم ثم عرفوا قدرها و ندموا و عادوا .

الإسلام الصحيح هو حرب على الخرافة ، فلا يُمكن أن يدّعي مدّعٍ أنه يدعوا إلى الإسلام عبر قصص خرافية ، أو تحليلات غير محتملة و غير واضحة المقدمات ، بل البرهان في الإسلام أصل أصيل ، و ركن ركين ..

نشر بتاريخ 02-06-2011


أخوكم / عبدالله