السبت، 16 يونيو 2012

يا شام ُهل يحجزُ الأشواقَ قُضبانُ .؟





هاهو الظلم يتعرى لتتساقط كل الورقات من جذع النظام الخبيث ، فتُبقيه عاريًا لا يمكن أن يسر به ناظر ، و لا أن يستظل بظلاله عابر ، فلا يجد الناس له دواء إلا إشعاله بعد سكب الزيت عليه ، و هاهم شرفاء سوريا يتهافتون على الموت طالبين للحياة نسوا أنفسهم ليموتوا من أجل كرامتهم و تخلص الأمة من هذا النظام المعادي لله و لرسوله ...

كنت في هذه الأيام أتنقل بين محطات التلفزة متابعًا لحال شام البركة و البركات ، للشام التي باركها الله و بارك في أهلها و كتب لها في حقب كثيرة من التاريخ أن تكون أرضًا مفصلية لها الحضور و السيادة و التوجيه في مجريات الأحداث ، و لأهلها الصدرة في منابر التأثير .. إنها كتلة من المنعطفات التي يُمكن أن تغير المسار التاريخي المعاصر ..

و مشاهد الدموية الموجعة ، و مناظر الإجرام المفجعة ، على ما فيها من كآبة لون الدم القاني ، إلا أن فيها أنوار بشائر توحي بأن هذه الأرض تنتفض لتلفظ الشرور الجاثمة ، و تحيي الخير الذي استقر و استفاض في جنابتها ، خير متدفق فياض ملأ تلك الصدور العارية التي قابلت الدبابات ..

كل شيء في أرض الشام يستحق الإشادة ، كل شيء في أرض الشام يعطي الدرس و الإفادة ، كل شيء حتى الدماء و الدموع و مظاهر الإبادة ، كلها بشائر الخير التي يزفها الشاميون بلسان مقالها و لسان واقعهم و حالهم ، نرى مآسيهم و مالنا حيله ، و لكن إذا سمعنا كلامهم كانوا هم الذين يُصبّروننا و يواسوننا على مصابهم .. نظن أنهم قد ضعفوا ووهنوا ، ثم نكتشف أنهم مع الأيام يبدون أكثر تماسكًا و أقوى صلابة و ثباتًا ..

ذكر الله على ألسنتهم جارٍ و كتاب الله بين ظهرانيهم حي ينطق في كل حين ، شعب أسطوري صامد يرفع راية (الله) التي يُحاربها شيطان الشام و جنوده ، وهم يكتبون نهايتهم ، بل و يعجلون بها ..

أيها الكرام : هل تظنون أن الله سيمهل من أله نفسه من دون الله ، هل تظنون أن الله سيدع طاغية حارب بيوت الله و استبدل ما فيها من القداسة بالنجاسة ..! هل تظنون أن الله سيمهل من تعدى على أولياء الله من عباد الله و إمائه الركع السجود ..!

{و كذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى و هي ظالمة إن أخذه أليم شديد 102 إن في ذلك لآية من خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس و ذلك يوم مشهود} ..
::: أخيراً :::

بعضهم يقول : أقل شيء يمكن أن نقدمه هو : الدعاء ..
و لكن الحق أن أعظم شيء يمكن أن نقدمه هو الدعاء ..

* أنصحكم بقراءة ملحمة الشام وهي قصيدة عن الشام كتبها الشيخ سفر الحوالي قديمًا و هي تزيد عن 300 بيت ، استعرض فيها التاريخ و المآثر ووصف الحال و زف البشائر ..و هذا جزء منها بصوت أحد الأخوة : 



http://www.youtube.com/watch?v=Ifjeyfm6-B8&feature=player_embedded

.. عبدالله ..