السبت، 16 أبريل 2011

::: ما أبلغَ دروسَ الزمان :::



يولد الإنسان أميًا أعزلاً من كل شيء مجرداً حتى عن ما يستر سوءته ، لا يملك ما يُمكن أن يُحلل به أبسط الأشياء من حوله ولا حتى أن يفهمها لو بمحدودية ، بل إن تلك الفترة هي الفترة المعزولة عن عمر الذاكرة البشرية ، و هذا هو الضعف الأول الذي أخبرنا الله تعالى عنه في قوله  { الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير } ..

ثم مع كل إشراقة يوم تتراكم عليه مجموعة من المعلومات و المعارف ، و تتكون لديه أطر تزداد متانة مع الأيام ، منذ وعية و حتى يكتب الله أجله أو يعيده إلى حالة تشابه الحالة التي بدأ منها .. ! في مرحلة الضعف الأخرى ..

و تبقى الحوادث التي تمر بالإنسان تحتمل أقوى الدروس التي يتعلم منها ، إنها مهما بلغت في قساوتها و شدتها و حرارة موقفها ، فإنها تبقى هي الأبلغ في تكوين هوية الإنسان و توجيه عقله و نمط عيشه ، و العاقل الحصيف ينتبه لذلك ، فلا يحصر مصادر تلقيه الذاتية في مصادر المعلومات البحتة ، بل يجعل من حياته اليومية و مواقفه المتكررة محطات للتزود العلمي و الارتقاء الذاتي ، و يسير ذلك للتأثير إيجابًا على طريقة عيشه و تعاطيه مع مواقف حياته و أعماله .

دروس الزمان تُكسب الحكمة التي قال عنها المولى جل و عز : { ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً } هذا الخير الكثير هو مناط الرقي الإنساني ، و محل الارتقاء بالعبد المؤمن ، و نجاته في تخطي عقبات الحياة مما يكتب له السعادة في الدارين .. دروس الزمان تتلقى من أحداثٍ ذاتية تمر بك تسير على ضوئها مستحضراً ما يُمكن أن يُستفاد منه فيها .. و كذلك تتُلقى هذه الدروس عن طريق قراءة التاريخ الإنساني و ما جرى فيه من منعطفات ، لتعطيك تصوراً أشمل عن الأحداث المشابهة لما يمر بالعالم الآن ، و بهذا تنطلق في تحليلاتك و ردات فعلك من رؤى عصرية تخالطت مع التجربة الحكيمة المستوحاة من دروس الزمان ..

إنه بمقدار الألم الذي يُحرق فؤادك أحيانًا في بعض ما يمر بك ..فإنك تتلقى تجربة جديدة رُبما تنقلك إلى سعادة في حياتك .. و هذه ثمرة فهم دروس الزمان فهمًا جيداً .. فلا تحرق صفحاتٍ ثرية من حياتك تحوي كمًا هائلاً من الدروس الثمينة ..

دمتم سعداء ..

أخوكم / عبدالله

الأربعاء، 6 أبريل 2011

:: الــتـزامــ شــــائــكـــ ::: (رؤى) ..!





https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhnBHiLvt8ozltLNxpkYfOVKUKGfOioZFIBvoBJx3JCEtS1GcpY86fqv-9X-6W04X8klncPL7dGzH4qw6anwDWG594JODIi-XfhqtvXRxnLkOdHrKkiEyV6zoCRHVAm8yNqmV4OAiTIXEsV/s400/%D8%B3%D9%84%D9%83+%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D9%83.jpg




كم يسعد الإنسان حينما يقفُ على جمعٍ غفيرٍ من الركَّعِ السجود ممن تهللت وجوههم وضاءةً و حُسنًا بآثار تطبيق السنة ظاهراً ، و يسعد أكثر حينما يراهم في مجمع خيري ، أو مهمة خيرية إنسانية ، يقفون من خلالها على قلعة من قِلاع العطاء ، يبذلون بسخاء ..

أشخاص نراهم كثيراً قد تحلوا بحلل السنة ، و تزينوا بزينة الاقتداء بالحبيب صلى الله عليه و سلم ..
إلا أنه و بحجم تلك السعادة بهؤلاء ، و يكون الأسى بالغًا في أثره ، عميقًا موجعا ، حينما يُشاهد الخلل الأخلاقي و الكارثة تكون في نمط تعامل هؤلاء مع غيرهم و أخذهم و عطائهم باقتضاب و مشاحة لا يمكن أن تكون معياراً للالتزام بشرع الله و الاستقامة عليه ..

هناك من يجعل من دين الله محلاً للانتقاء ، و يأخذ منه ما يشتهي أو ما يرى أن الناس يعظمونه فيعتني به العناية التي توقعه في شباك الإفراط و التفريط ، ثم يطّرح باقي الشعائر المقدسة ، في تلاعب تشمئز منه النفس ، أسال الله أن يعافي قلوبنا من ذلك ، و هذا هو الالتزام الشائك الذي ربما كان أكبر هادم لدين الله ، و أقوى صادًّ عن ذكر الله و عن سبيله .

أولا يستحضر أولئك قول النبي الكريم صلى الله عليه و سلم : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، و لم يقل مظاهر الأشكال ..! فمالنا اليوم نرى من جعل الدين هو الشكل الظاهر ، و نسي أن الدين في الشكل الظاهر ، و الباطن الطاهر .. و خلاصة الأمر هو ما سمعته من كثير من المشايخ و المفكرين ، من ازمة أمة الإسلام اليوم في أخلاقها ، فمن أراد الالتزام فعليه بالأخلاق يبدأ بها أصالة بعد شعائر الدين العظمى ، فالخلق الحسن دعوة و عبادة و رحمة و سكينة تنبئ عن مضامين غالية الثمن ، طيبة الجوهر ، نفيسة القيمة ..

أعيدوا لنا الابتسامات الغائبة ، و أغلقوا صفحة الوجوه الشاحبة ..
أعيدوا لنا لذة السلام ، و التحيا العاطرة ..
نريد صحوة أخلاقية تقف إلى صف الصحوة الفكرية ..
أخوكم / عبدالله



::: أين خالد بن الوليد .. أين صلاح ::: (حتى لا تكون بكائيات تثبيط )


http://n4hr.com/up/uploads/702aa4ee69.jpg



الواقع خير شاهد على ضعف المسلمين ، و انتهاك أخص خصائصهم في كثير من بقاع الأرض و تحكم وقح سافر حتى في ( مشاعرهم ) و ( كلامهم ) ، مصادرةً للحقوق ، و اتحاداً على كل مسلم يريد إسلامًا صحيحًا يتأبى على التلفيق و الإذابة و التسييس ..

و كم مرة سمعنا شاجبًا يشجب ، و مستنكراً يستنكر ، و يصرخ في استلهام حار لأمجاد الآباء السالفين ، من الصحب الأشاوس رضي الله عنهم و الذين اتبعوهم بإحسان ، فتتردد في منابرنا و منائرنا استجداءات و استنجادات بأموات أدوا ماعليهم ، و قاموا بدورهم على أتم وجه ، فتحقق بأعمالهم النصر و تغير بحضورهم حال الأمة .

كثيراً ما سمعنا من يُنادي خالد بن الوليد أو صلاح الدين أو طارق بن زياد ، رضي الله عنهم و رحمهم ، و لكن هذه نداءات لا قيمة لها ( ما لم ) تُقرن بعمل جاد كما كانوا هم أهل عمل جاد لنؤدي ماعلينا في عصرنا و وفق ظروفنا كما أدوا ماعليهم وفق ظروفهم ..

فإن كنا نحبهم و نؤمن بأهمية وجودهم ، فلننظر في صفاتهم جعلتنا نستغيث بهم وهم أموات لما ادلهمت علينا الأمور و تعاظمت علينا الخطوب .. نحن نعلم يقينًا أنه ما كان لنفس أن تحيى من بعد أن تموت ، و لكن المبادئ تحيا و تنتعش ، و تهتز أرضها فتنبت بذرة أولئك ..

نحن كشباب و كفتيات نُحسب عدداً في أمتنا ، لا بد أن تكون لنا بصمة ولو يسيرة ، لا بد أن نكون من أهل العطاء و السخاء بأفكارنا و عطاءاتنا و منجزاتنا ، لا بد و أن نكون شيء . و لا يحقرن أحدٌ نفسه ولا يحرم أمته و مجتمعه من عطاءٍ هم بمسيس الحاجة إليه .. و كم من مسلم مغمور لم يعرف اسمه ، لكنه ساهم في رفع الأمة و إعلائها و نهضتها ، و الله لا يضيع أجرَ من أحسنَ عملاً ..

و مما يروى أنه في سالف الأزمان حاصر المسلمون حصنا في إحدى غزواتهم إلا أن هذا الحصن لم يفتح.. فقام قائد جيش المسلمين ( مسلمة بن عبد الملك ) مناديا: من منكم سيدخل النقب ( وهي فتحة إلقاء الفضلات والقاذورات إلى الخارج!!) ، فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن فيفتحه ويكبر فيدخل جند الإسلام منتصرين بإذن الله .. فخرج رجل ملثم ، وقال : أنا من سيدخل النقب!! فتقدم الرجل من الحصن ، ودخل النقب وسمع المسلمون صوت التكبير ، ورأوا الباب يفتح ، فدخلوا وفتحواالحصن . بعدها وقف قائد المسلمين و نادى صاحب النقب ليخرج له !! إلا أنه لم يخرج أحد !! فوقف في اليوم التالي ونادى !! ولكن أحدا لم يخرج ؟؟ فوقف في اليوم التالي و أقسم على صاحب النقب بأن يأتيه في أي وقت يشاء من ليل أو نهار . وبينما كان القائد جالسا في خيمته إذ دخل عليه رجل ملثم !!

فيقول مسلمة : هل أنت صاحب النقب ؟؟ فرد الرجل : أنا رسول منه وهو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه !! فقال مسلمة : ما هي .. فقال الرجل : أن لا تكافؤه على فعله، وأن لا تميزه عن غيره من الجند، وأن لا ترفع اسمه للخليفة .. فقال مسلمة : له ما طلب.. فأماط الرجل اللثام وقال أنا صاحب النقب.

فكان مسلمة يدعوا بعدها: ربي احشرني مع صاحب النقب.

أخوكم / عبدالله




::: تجارب وزارة التربية و التعليم :::


http://www.hiwart.net/newsm/289.jpg

التربية و التعليم أعمدة أساسية في تكوين كل فرد و في كل وطن و في كل أمة ، و متى كانت العناية بهذين الركنين أكثر ، كلما كانت القابلية للنهضة أقرب و أجدر ، و بقدر الإهمال يكون الانحطاط .. و قد أحسن من غير مُسمى ( وزارة المعارف ) إلى ( وزارة التربية و التعليم ) ، و أحسن أكثر في عملية التقديم و التأخير ليوحي لكل من يمر به هذا الاسم على أن التربية قبل التعليم ..

و التعليمُ بلا تربية ، ربما كان قائداً إلى الهاوية ، فكم من العلماء و الأذكياء و العباقرة و أصحاب المعلومات ، استخدموا علومهم و قدراتهم في طرق خاطئة حققوا بها كوارث على أنفسهم و على أمتهم و على مجتمعاتهم  و على العالم برمته.. و هؤلاء الذين صدق شيخ الإسلام ابن تيمية في مقولته عن أشباههم ( أُتوا ذكاءً و لم يُؤتوا زكاءً ) ، و كما قيل ( التخلية قبل التحلية ) ، و يُقصد بهذا تخلية النفس من الجهل و مظاهرهـ لا بد و أن يَسبِقَ تحلية النفس بالعلم و المعرفة .

و نحن في هذا البلد المعطاء ، قلعة التوحيد و حصن الإسلام ( المملكة العربية السعودية ) ، نرقب منذ وعينا على التعليم تجارب حولية تتم كل سنة على الطلاب ، في المناهج و الأنشطة و طريقة التعليم ، و لا زلنا منذ سنوات و نحن نشهد هذه التنقلات ثم بعد جملة من التجارب ، تتوارد التعاميم مطالبة بالعودة إلى الطرق القديمة ، بعد ثبوت عدم جدوى تلك ( التطويرات الطارئة ) ، بعد أن راح ضحية تلك الأنظمة عدد من الطلاب و حُرموا من إكمال تعليمهم بمستوى طموحهم ، و حرم هؤلاء المقررون تللك الاضطرابات التعليمية الوطن و المجتمع و الأمة من أبناء بررة لربما كانت لهم أيادٍ بيضاء في الارتقاء و النهوض .! و أنا أعرف و لربما أنتم مثلي كثيراً ممن دمرتهم قرارات مرتجلة دون مقدمات تمهيدية أو دراسات سابقة .!

أما عن المشكلة الأخرى - و هي فرع من الأولى - فهي عدم الممايزة بين البيئات و لا سيما و نحن في بلاد يُعدُّ قارة ، و يحوي أكثر من بيئة و أكثر من نمط حياتي ، و حينما أطلع على بعض الأنشطة و غيرها أحتار في كيفية تطبيقها و التعامل معها ، وكيف غابت هذه الأمور عن المتخصصين في التعليم ، و قد وقفت بنفسي على كتاب من كتب النشاط المقررة و اطلعت عليه ، فجزمت بأنه لا يصلح إلا لمجرد 50% من الطلاب ، و خصوصًا روّاد المدن المتحضرة .. أما البقية فكثير من الأنشطة التي يدور عليها هذا الكتاب ربما لم تكن مناسبة لأهل القرى و الهجر ..! لأنها تعتمد على الإنترنت و الأجهزة الحاسوبية ، و هذا ليس متوفراً لكل موطن فضلاً عن أن يتوفر لكل طالب .. و هُنا يقع المعلم بصفته المرابط على الميدان في حيرة و حرج . فالواقعية مطلوبة و لا بد أن تكون أوراق مراعاة الفوارق البيئة و الثقافية حاضرة على طاولات مطوري التعليم و رواد التربية ..

أخوكم / عبدالله



::: اللياقة الاجتماعية :::


http://upload.illaftrain.co.uk/uploads/images/c4nkmq.jpg

اللياقة .. يهتم بها كثير من الرياضيين و الباحثين عن الراحة أثناء أداء مهام تستلزم الحركة و الاستمرار مدة أطول في الحفاظ على معدل الطاقة في الجسم ، و من أجل هذا أصبح فقدان اللياقة جالب للتوقف عن العطاء و الاجهاد السريع و الملل و التأفف أثناء القيام بالمهام المنشودة على أكمل وجه .

و هكذا اللياقة الاجتماعية ، هي مرونة تتيح للإنسان أن يكون فاعلاً متفاعلاً في محيطه ، يتأقلم مع الكل ، و يتفاعل مع الجميع عن طريق مبادرته هو ، و معرفته بكل ما يحتاج إليه الأفراد من حوله ، و هذا أدعى إلى انسجامه مع أكبر شريحة من الناس لتأنس روحهُ بعد ذلك ، و يطرد الوحشة التي تتسلل إلى نفسه حين يعيش في مجتمع غريب عنه أو بيئة تختلف عن بيئته .

اليوم نحن في عصر الأنانية و الخصوصية ، لا سيما في المجتمعات المتحضرة ، و كلما ازدادت المدنية ، تفاقمت الأنانية و كانت خصوصية الناس أكثر ، و منهم من يسرف في رسم معالم هذه الخصوصية ، حتى إنه ليراك حينما تُسلم عليه و أنت لا تعرفه فأنت تخترق شيئا من خصوصياته ! و هذا دليل على ضعف اللياقة الاجتماعية ، و وصول أصحاب هذا الشعور إلى مرحلة الانعزال التام ..!

نحن بدورنا كافراد واعين لابد و أنت نحطم تلك الحواجز التي تحول بيننا و بين اللياقة الاجتماعية ، نبتسم مع الكل و نسلم على الكل و نبادر في خدمة الكل ، حتى تتشكل هذه الثقافة عند أكبر عدد من الناس ، و بعد هذا نستطيع التغلب على منتج المدنية السيء ..

خلقك الحسن ، و طلاقة وجهك ، و حسن لفظك ، و صدق شعورك ، و لطيف نصحك ، و إلقاء سلامك ، و احترام الكبير ، و مساعدة المحتاج قبل أن يطلب الشيء ، و احترام أولى الهيئات ، و استشعارك للمسؤوليات ، و استحضار دورك في بيتك و مجتمعك و أمتك ، و مساهمتك في سبل الخير ، و تفاعلك مع مشاعر إخوانك و وقوفك إلى جوارهم بقدر استطاعتك ، و فرحك بخدمتهم ، و أسفك عند عدم القدرة .. كل هذه و غيرها دلائل على أنك تمتلك لياقة اجتماعية حسنة .

فحافظ عليها كي تحس أنك جزء من كل كيان يحتويك ،
و ترى بعدها أن في هذا الكون أشياء جميلة و أنت أحد الأشياء الجميلة فيه ..


أخوكم / عبدالله

::: خواطر على أطلال الألم :::


https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhX8-YBO1sP0F9RxLwOjAfKDewjc8d1aV-gY2JDGPBwZKL1h61YMvCDzBG8283_H9Q3hm0n15-3KSMbSuxy9PHkxKU6d6sIqYyLmSfmm47l5t0DUiQSDINO_08JfzADi_fNlbK4_G1Qubc/s1600/spain_alhambra2.jpg



قلب طرفك ، حلق بفكرك ، تجول بخاطرك .. أدر طائف الذكريات ، أبحر في بطون كتب التاريخ ، أمعن النظر في المآثر و الأطلال ، اسكب دموع الحزن على تلك البقايا .. و سجل ملاحم الشوق لأمجاد غرست نفسها في عمق الأرض و في عمق التاريخ .. يالجمال ذكريات التاريخ .. و يالشوق النفس للعيش في تلك العصور الذهبية . ولكن :

لكل شيء إذا مـا تـم نقصـان *****فلا يغر بطيـب العيش إنســانُ
هـي الأمور كما شـاهدتها دول *****من سره زمـن سـاءته أزمـانُ
وهـذه الدار لا تبقـي علـى أحد *****ولا يدوم على حـال لهـا شـانُ
فجائع الدهـر أنـواعٌ منوعــة*****وللزمان مســرات وأحـــزان ُ
وللحوادث سلوان يسـهلها ومـا****لما حـل بالإســلام ســـلوانُ

الدنيا دوارهـ ، و المآل قلاب ، و دوام الحال من المحال ، صبابة الوجد ، و لوعة الحزن تنتاب صاحب الفطرة السوية ، و الهم الصادق لما يقرأ أو يسمع أو يشاهد أطلالاً لم يبقى فيها إلا متاحف ( يستمتع ) بها من يدخلها .. فلسطين .. بغداد .. البصرة .. الأندلس .. خرسان .. ! مواجع تؤلم القلب الحي الذي يستوعب أنها كانت في أحد الأيام منائر للعالم ، و مصابيح للبشرية ، و مشاعل الدنيا .! يتباهى الناس بوطء أراضيها ، و يتعاقبون على النهل من تراثها الذي احتضنته . ثم حلت كوارث بالعالم لما ضاعت تلك المحاضن !

خطوبٌ لا تشابهها خطوبُ ***وكرب لايماثله كروبُ
وأضلاعٌ سرى فيها اللتياعٌ*** تكاد لهولِ رهبتهِ تذوبُ


:::: و يأتي السؤال الكبير ، كيف نعود ؟ ::::

إن العودة إلى مجد الأمة ، لن تكون إلا بالعودة إلى الله تعالى الذي ألف بين قلوب أبنائها ، و شاء بقدرته أن يجعلها في أحد الأيام صاحبة الكيان الذي لا يُقهر ، و المجد الذي لا يُعلى عليه ، و الجاه الذي أخضع رواسي الجبال شموغًا و اعتلاء .. العودة إلى الله ، في كل سبيل يعيدنا إلى الله .. و ما أكثر تلك السبل المباركة :

فَلينطَلِقْ كُلُّ فَردٍ حَسْبَ طَاقَتِهِ *** يَدعُو إلَى اللهِ إخفَاءً وَإعلانًا
ولْنَترُك الَّلومَ لا نَجعلْهُ عُدَّتَنَا *** وَلْنَجعَل الفِعلَ بَعدَ اليَوم مِيزَانَا

فجاج و أودية و جداول ، كلها موارد خير تؤول إلى نهوض حضاري متتابع يتكامل في تنوعه ، و يتحد في تعدد أشكاله ، و يتلاقح في تمايزه ، كلٌ قائم على مكان يحميه و يؤي من فيه :

ولربما اعتضد الضعيف بمثله ***لاخير فى يمينى بغير يسارِ

سبل تتنوع ولا تتقاطع ، تتقارب في النهاية على تباينها ، خطاب يتنوع و لكن تنوعه يجعله مرنا يحقق الشمولية ، و يوزع الضياء بعدالة ، تحت مظلة كبيرة تؤي الناس من لهيب الضلال و الغواية و التخبط و الحيرة . جهود هي بمثابة الخير المتدفق ، جهود لا تعترف بالتفرقة و التخاذل و التقسيم ، فكل ( مسلم ) قوّام على باب النصر ، فهنيئا لمن أكثر و استكثر و ضخ من روحه إلى روح أمته في كل مجال استطاعه و أجاده ..


يا بنى الإسلام يا نبتَ الهُدى*** يا غراسَ المجد فى خير رُبا
أنقذوا العالم من حـــــــــيرته *** أصلحوا من حاله ما خربـا
لاتقولوا ذهبت أمـــــــجادُنا *** فالهدى يرجع ما قد ذهبـا
هذه الأحداثُ قد أبـــدت لنا ***يا بنى الإسلام ما قد حــبا
كشفت جحر الــــثعابين لنا ***فراينا رأســــــــها والذنبا
فاجعلوا من دينـــكم منطلقا*** وثبوا إن الفتـــى من وثبا


::: أخيراً :::

الذكي هو من يغتنم الفُرَص ..
و الأذكى منه هو مَنْ يصنع الفُرَص لنفسه .


أخوكم / عبدالله







الاثنين، 4 أبريل 2011

:: [ عبدالله ] :::



و مما زادني شرفاً وتيهاً *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي***وأن صيرت أحمد لي نبياً




دعونا من ملء الصفحات ، و زخرفتها بالبيان ، و ترصيع الكلم بأبهى الحلل البلاغية
و تعالوا إلى سمو المعاني و تشريف النفس و تزكيتها و توقيرها و تقديرها ..

ذكر الله تبارك و تعالى لنا مناقب نبيه في أجل المواقف ، و أشرف المواطن ، و وصفه في تلك المواقف بأعظم وصف يمكن أن يتصف به الإنسان ، و أعلى شرف يقدر عليه المرء ..

وهو مقام العبودية السامق ، و مكانها الشاهق ..
قال تعالى : {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}
و قال {الحمد لله الذي أنزل الكتاب على عبده}
و قال تعالى {سبحان الذي أسرى بعبدهـ} ،

و هكذا يقترن المدح و الفخر بمقام العبودية ،
و ياله من شرف ، و يالها من لذة ،
حينما تجأر إلى الله ،
و تمرغ أشرف مكان من جسدك في التراب
من أجل السيد تعالى و تقدس !

و يابؤس من حُرم تلك اللذة ، و انصرف عن ذلك المكان ..
فانعتق من عبوديته للرب الرحيم ..
إلى عبودية الدنيا الطامعة ، و الشيطان الأثيم ..

وعبادة الرحمن غاية حبه ** مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر ** ما دار حتى قامت القطبا
ن

و هكذا انصرف أكرم البشر إلى هذا الوصف و لم يقبل إلا هذا النعت فقال :
(لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم،
إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)
.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"فكلما ازداد القلب حبّاً لله: ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية: ازداد له حبّاً، وفضَّله عما سواه، والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل،فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا ينعم، ولا يسر، ولا يلتذ، ولا يطيب، ولايسكن، ولا يطمئن، إلا بعبادة ربه وحبه، والإنابة إليه، ولو حصل له كل مايلتذ به من المخلوقات: لم يطمئن، ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده، ومحبوبه، ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرَح، والسرور، واللذة،والنعمة، والسكون، والطمأنينة.

وهذالا يحصل له إلا باعانة الله له؛ فإنه لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله،فهو دائماً مفتقر إلى حقيقة: (إياك نعبد وإياك نستعين).
"



فياعبدالله .. أكثر من السجود لله تعالى ،
و إذا قرأت كلامه ، فاعلم أنه سيدك و أنت عبده ،
و لا تعص سيدكـ و تخالف أمره ،
فهو الأعلم بما يصلح لك و ما لا يصلح ،
و إذا سجدت فليسجد قلبك لله خاضعًا منسكراً منيبًا ..

فيارب .. اجعلني من عبادك ..


أخوكم / عبدالله








::: حقيبة المعلم المغرية ::: ( مأساة اللصوص ) ..




لم يخطر في بال اللصوص الذين قاموا بكسر زجاج سيارتي ( مرتين ) أنهم لن يجدوا في تلك الحقيبة المغرية لهم سوى أوراق و كشوفات تعبأ بشكل روتيني ، و مجموعة من أوراق اختبارات الطلاب .. و هكذا تتكر الماساة (لهم) و (لي) كي لا أكون مكابراً .. فإنني أتكبد خسارة كذلك .. و لكن و لله الحمد لم أخسر شيئا ذا قيمة ..



[ 1 ]

في أحد أيام السنة الماضية في الرياض اختبرت فصل 2 / 10 في مادة التفسير ،
و جمعت أوراقهم و وضعتها في حقيبتي كي أتفرغ لتصحيحها متى سنحت الفرصة ،
عدت إلى المنزل و تركت الحقيبة في السيارة ،
و لما جاء المساء رغبت في لقاء بأحد الأصدقاء
ممن طال بيني و بينهم عهد التواصل ،

فحددنا موعدنا في جافا تايم Java Time طريق الملك عبدالله ..

صليت العشاء ، ذهبت إلى هناك .. أوقفت سيارتي و نزلت .. كان اللقاء سريعًا ..
خرجت فإذا الأمور منكوسة ..! السيارة مبعثرة من أولها إلى آخرها ..!
الأوراق في كل مكان ، و قطع الزجاج متناثرة هنا و هناك ..

و الحقيبة الثمية هي الغنيمة الخائبة التي خرج بها ذلك اللص المسكين ..

لم أكلف نفسي أي اهتمام بما حصل ، سوى الطلاب و أوراقهم و ماذا أقول لهم ..!؟
و هل أمنحهم الدرجات .؟ أم أعيد لهم الاختبار .؟ و بأي حق أعيد لهم الاختبار ؟
المهم اتفقت و إياهم على اختبار سهل

و قال أحدهم : يارب تنسرق شنطة الاستاذ كل يوم بس ما تنكسر قزازة سيارته




[ 2 ]


خرجت هذا اليوم طالبًا رضوان الله و صلاة الجمعة في الجامع القريب ..
مررت بسيارتي و حييتها تحية الصباح
و انحرفت عنها إلى المسجد ....

عدت بعد الصلاة ، و نظرت فإذ في الوقت الذي كنتُ فيه
في ضيافة أرحم الراحمين ، كان لص وقح يقتات على الحرام من
خلال التقاط ما تيسر له في سيارتي ..!

المشهد الذي وقفت عليه ذكرني بالمشهد السابق في الرياض ..
إلا أن الكسر جاء عن طريق ( المثلث ) ..! في الزجاجة الخلفية ..!
الأوراق مبعثرة .. الوقح لم يراعي حرمة كتاب الله عز وجل فبعثر الأوراق في درج السيارة
بما فيها المصحف الشريف ..!

سرق جوربًا ( شرّابًا ) غليظًا كنت اشتريته ليكفيني شدة البرد ..
و سرق (رواق) لأحد أصدقائي .. و كذلك (مراكي) لصديقي كمان ..

و ترك لي قفازته المنتنة في سيارتي ..
يبدو أنه لبسها ليخفي ما استطاع من الأدلة الجنائية ..
لقد قلب لي السيارة رأسًا على عقب ..
و سلم الله حقيبتي الثمينة من هذا السطو الغاشم ..

هذه المرة .. لم أجد محلاً يبيع زجاج مناسب لسيارتي ..
فاضطررت إلى طلبها من عرعر ..
و ستبقى سيارتي مفتوحة لمدة يومين
ترحب بكل كرم بمزيد من اللصوص ..
و اللاجيء من القطط و الحيوان و الحشرات ..

و حسبي الله و نعم الوكيل ..









و رحل الشيخ الكبير .. أحببته و لم أرهـ






في صبيحة يوم بارد دخلت على أحد فصول الأول متوسط ، و كان الطلاب يتسابقون علي لرواية ما حصل بالأمس ، إذ أن رجلاً كبيراً أراد أن يعبُرَ الشارع فدهسته سيارة شاب متهور ، ليكون حتفه على إثرها ، فيرحل عن دنياه في موقف مر بلحظة واحدة .. دخلت الفصل الثاني ، و كان ذلك الموضوع هو مدار الحديث ، بعدها أخبرني بعض الطلاب أن هذا الشيخ الكبير هو والد عبدالرحمن ، الطالب في الصف الثالث ، عبدالرحمن ذلك الطالب الذي يجعلني كثيراً ما أخجل منه ، بسبب أخلاقه و أدبه الجم ، و بساطته و عفويته ..

أخبرني بعض الزملاء أن والد هذا الطالب ممن شهد الناس لهم بالخير ، و كان قد صلى المغرب وهو طاعن في السن ثقيل في السمع ، صلى المغرب جماعةً ، و تفقد ما يحتاجه المسجد ، و كانت وداعيته للمسجد في آخر صلاة صلاها ، أن جلب بعض النواقص في المسجد مما يحتاج إلى صيانة بشكل مستمر ..

عاد إلى منزله ، و أُذن لصلاة العشاء ، ليخرج كعادته فيحصل له ما حصل ، و تنتهي حياته ، و تبقى ذكراهـ ، في ذهن شخص لم يرهـ ، و لكنه احبه لما سمع عنه ، دخلت دارهم فإذا هي أسرة متميزة و ناجحة في مجالات الحياة ، فمنهم الطبيب الاستشاري و المنهدس و الصيدلي ..

التقيت بهم .. لم يكن بخاطري إلا التفكير في أن الطيب لا يُخرجُ إلا طيبًا في الجملة ، و أن الصالح يباركـ الله في ذريته ، و يعلي له ذكره ، و أن مدار الذكر الحسن على الخلق الحسن ، و الباطن الحسن كما نحسبة والدهم و الله حسبه و لا نزكي على ربنا أحداً ..

هذا هو المغنم من الحياة ، لما ترحل عنها ، و قد أرضيتَ ربَّ الناس ، فرضي الله عنك و أرضى عنك الناس ، إنه درس نتعلمه كل حين ، و ننساهـ كل حين ، و لا نزال نحتاج في كل يوم ، إلى موقف أو موعظة تعيد لنا استشعارنا لهذا الأمر ، و السعيد من وعظ بغيره ، و انتفع بموعظة غيرهـ . صحيح أن هذا الشيخ الكبير رحمه الله ، ليس بذلك المستوى في التعليم ، و لا العطاء في مجتمعه ، إلا أنه قدم خدمة جليلة لأبناء مجتمعه و أهله ، و هي السعي لصلاح الأبناء و نجاحهم ، فكأنه هو الطبيب و المهندس و الخبير حينما يجعل من أبنائه من يصل إلى هذه المناصب ..

فيا أيها الأب الذي فاته أن يحفظ القرآن ، و أن يصبح مثقفًا واعيًا موعيًا ، أدرك ما فاتك من خلال غِراس صالح تقدمه عبر أبنائك ، فهو أعظم عطاء ، و خير ما يمكن أن تتدارك فيه ما فاتك ، ليس هذا في حفظ القرىن فحسب ، بل في كل موطن نجاح في الدنيا و الآخرة ..

أسال الله أن يرحم الأموات من آبائنا و أمهاتنا ، و أن يبارك في الأحياء منهم ، و أن يباركـ في أعمالنا و أعمارنا ، صدقوني .. أنا هنا احبس القلم خشية الإطالة ، و إلا فإنه يتأبى إلا أن يسترسل ..


أخوكم / عبدالله





::: (البراءة) .. بين وهج الإشراق .. و بوادر الإحتراق :::





أطفال كأنهم العصافير يتواردون على بيت من بيوت الله ، و يقدمون صورة تنشرح لها الصدور ، في صلاة برئية تؤسس لشخص مسلم قادم بإشراقته و صلاحه ، تراه بعبثه و حيويته في ذلك السن راكعًا ساجداً ، يُقلب كتاب الله بين يديه ، و يقرأ بحروف لا تكاد تُبين لكنها تُستعذب و لا تُمَل إذا ما خرجت من أفواه الأطفال .. لله تلك المشاهد المبهجة ، و بعد انتهاء صلاة العصر .. يتسابقون كالفراخ إلى مقر حلقة تحفيظ القرآن ، يتلون كتاب الله و يحفظونه .

إنَّ أبًا يضع ابنه في تلك المواضع و يربيه عليها ، إنما هو رجل يشتري راحته في الدنيا قبل الآخرة ، و يُقدم نبتةً صالحة تقر بها عينه ، و تطيب بها نفسه ، و يؤمن من خلالها مستقبله في حياته و بعد مماته ، كم تسعدني تلك المناظر فأهيم بفكري متناسيًا نفسي ، و أنا أستشعر مكانة النعمة التي أنعم الله بها على آباء هؤلاء الصغار ، بل و حتى على هؤلاء الصغار ، و على ذلك الحي الذي يكثر فيه هؤلاء ..

إنهم إشراقة بديعة على هذه الدنيا ، يجمعون لأمتهم في تلك المواطن مشاعل الضياء ، و قناديل السعد و الهناء ، حتى إذا ما تقادمت الأيام ، كانوا هم العتاد و العماد ، و قادوا الجميع إلى بر الأمن و الرشاد ، فتهنأ بهم أوطانهم و يهنأ بعطائهم العباد .

و في المقابل ، ترى البؤس و الأسى قد خيم على وجوه أطفال اغتيلت براءتهم ، و انتهكت طفولتهم ، و أذيبت معاني الإنسانية في زهرة حياتهم الأولى ، فترى زهرات الطفولة قد ذبلت وهم يُقتادون إلى مواطن الضلالة ، و مآسن الغي و الجهالة ، و يتشربون أنفاس الساقطين و الحثالة ، فهم مابين متطبع ببدعة أو شرك أو خرافة أو عادة سيئة ، تستقر في نفسه منذ نعومة الأظفار و صفاء الذهن .

مشهد يتكرر أمام عيني بشكل دائم ، و أنا أرى ذلك الطفل المختنق في سيارة والده بسبب سحب السجائر القاتلة ، كم أنظر لهذا الطفل نظرة أسى ، و في المقابل أنظر إلى والده نظرة تجعلني أصفه في مصاف المجرمين من منتهكي الحقوق الإنسانية ، تلك المشاهد المؤسفة و غيرها ، تجعلنا نتساءل عن البراءة .. بأي ذنب قتلت .؟


أخوكم / عبدالله

::: جراحات و آهات و دمعات ...مشاعر الترف لا مشاعر الشرف :::





كم هي مليئة حياتنا باللحظات السعيدة ، أو بالفرص التي يمكن من خلالها أن ننفذ إلى السعادة من أوسع أبوابها ، أو كي لا نكون من المبالغين : كم هي قليلة أيام الحزن الجارحة ، و لحظات البؤس المُطبق الذي يكاد يبتر قلب المرء . لكننا نحن أحيانا نستغرق في الألم و نعيش سكرته كمن يقع في بئرة عميقة لا يفكر في الخلاص منها فيستقر فيها ، و قد يهلك وهو في مأزقه .

أقول هذا الكلام ، و أنا أستعرض بين كل حين و حين مئات العبارات الحزينة ، و التي تترجم عن مشاعر أجزم يقينًا أنها ليست صادقة ، و ليس لصاحبها في الحزن مجال و لم يعرف لها طريقا و لم يمكنه سنه بعد من الإحساس بعذابات الشقاء و ويلات الضنك و العناء ، و هكذا أصبح النغم الحزين صرخة في عالم التوبيكات و شعارات الفيس بوك و توقيعات المنتديات ..

صحيح أننا نحمل شيء من حزن تتعرض أنفسنا على إثره لانكسارات قاسية ، إلا أن الذي نُظهره من المعاني و الحروف أمر مبالغٌ فيه ، يتخلله التهويل الذي يفوق ما نحس به بأضعاف الأضعاف ..


كل هذا أقوله ، و أنا أقرأ لعبارات الترف الحزين تلك ، ثم أقرأ عبارات أخرى جريحة ، و لكن الجرح فيها عميق عميق ، يجعل قلبك حينما تقرأها يتسارع نبضه ، فتتردد أنفاسك و يقشعر جلدك ، و تذرف عينك ، و هكذا كنت أقرأ معاناة احد الأصحاب و مشاعر الوجع و الألم ، ليس من أجل حبيب تأخر في موعد ، أو مناسبة فاتت أو حفلة ألغيت ، أو سهرة حرم منها ..

و إنما من أجل كبد اعتصرت ظامية ، و بطن باتت خاوية ، و برد بدا ينخر في أجساد العراة ، و رعب يتسلل إلى قلوب تعزوها الفواجع بين كل حين و حين ، أظنكم لما استعرضتكم هذه المآسي عرفتم أين هي .. عرفتم ذلك المكان الوحيد الذي يحتضن كل مشاهد الوحشية البشعة و المشاعر الموجعة ، إنه في البقعة المباركة في كنف بيت المقدس ..


( غزة الإباء و الصمود )
غزة الطهر و الشموخ و الخلود ..
غزة الأسود ..
و لا عزاء للقرود و أحباب القرود ..


أنباء تتردد ، عن احتمال هجوم وحشي همجي أرعن من جديد ، بعد عامين من تلك المحرقة البشعة ..
أهل غزة يحكون أن طائرات العدو اليهودي المتحل تحوم بشكل مفزع فوق سمائهم ..


فيا أيها الباكون بـ(ترف) ..
ابكوا على شيء يستحق لتبكوا بـ(شرف) ..

سامحوني إذ أخذتكم معي في جولة حزينة ..
سأقف .. و لن تقف مشاعري تجاه عزة ..

أحرفي صارت تمنّعْ *** وفؤادي يتقطعْ
و المعاني يتمتها *** صفوة القلب المقطعْ






أخوكم / عبدالله





::: إذا أساء إليك شخص .. فانتهز الفرصة لكي تكون حليمًا :::




(1)
لولا الجهلاء ..
ماعرفنا أصحاب الحلم .

(2)
ثقة الإنسان بنفسه ..
تمنعه من الانتقام .


(3)
الجاهل ليس لديه ما يخسرهـ ..
أما الحليم فهو الأحرص على انضباط سلوكه ..
و هو الأكثر مراعاة لنتائج الأمور ، و نظرة الآخرين له ..

(4)
إذا أساء إليك شخص ..
فانتهز الفرصة لتتحلى بالحلم ..
فهي فرصة قد لا تعود ..

(5)
لا تتعجل بالرد على كل شيء .


(6)
جرب أن تحفظ رداً كتبته بعد أن أُسيء إليك مباشرةً . و لكن لا تنشره ..
اكتب رداً آخر على نفس الحادثة بعدها بيومين .. و لكن لا تنشره ..
و بعد أسبوع اكتب رداً ثالثًا و لكن لا تنشره ..

بعدها .. استعرض الردود ..
ستكتشف أنك مزقت الأول .. و مزقت الثاني .. و مزقت الثالث ..
بعدها .. ربما تلغي فكرة الرد نهائيًا .. و تكتفي بابتسامة تعجب ..!


هذه وقفات .. نحتاجها في حياتنا 
خصوصا الاجتماعية ..

أخوكم / عبدالله

جافا تايم Java Time






تواجد محلات القهوة في مدينة الرياض تثير الدهشة و تلفت النظر ، و تحدث تغيراً طارئًا على عادات اجتماعية لم يكن من المتوقع أن تتغير أبداً ، يلفت انتباهك أنه مع تزايد هذه المحلات يتضخم عدد زوارها بأضعاف ..

لقد أصبحت من عشاق هذه المحلات ، و أفضل اللقاءات فيها على اللقاءات في المنازل و الاستراحات ، نظرة لبساطتها ، و عدم تحرج أحد من الدخول فيها ، إضافةً إلى أخذ الراحة في الحديث و الضحك بعيداً عن أزعاج الأهل الذين اعتادوا على الاستماع إلى قهقهة الضيوف و ضحكاتهم و ضجيج أصواتهم .

و النقلة الأخرى كانت قبل فترة من خلال توفير أماكن للعوائل ، و توفير مقاهي كاملة لغير المدخنين أو للمدخنين أو تقسيمها ، أو توفير الكتب العلمية و تهيئة الاتصال بالشبكة العنكبوتية ، كل هذا يدل على أنها أصبحت جزء من يوم كثير من الناس في بلادنا ..

أجدني في بعض الأيام مجبر على ارتياد المقاهي الحديثة أكثر من ثلاث مرات في اليوم في اكثر من لقاء ، أو حتى استغل أوقات الانتظار في تلك المقاهي القريبة إذا توفر المحل المناسب لبعض شروطي الخاصة

لم أكن يومًا أتوقع أن ثقافة المقاهي تتشكل و تتطور ، ثُم تُتلقى بالقبول بهذا الشكل السريع ..

أخوكم / عبدالله

هذا الموضوع برعاية حبيب القلب

Java Time






::: ها قد ارتد من صوتي صدى :::








حينما يطبق السكون
و ينسدل الليل و يقف الضجيج
يُصبح الصوت حراًلا يتلوه إلا صداهـ

يظل يسايره في العبارة و النبرة
و يجاريه في الوقت و الوحدة

و لكل صوت صدى ..
الصدى مؤنس .. و دليل على الحياة ..
و تفاعل مع الصوت الحاضر المتردد ..

الصدى تأكيد للكلام .. و امتداد للنداء ..
و تكرار للطلب ... و تثبيت للقول ..


كنت أنادي بأعلى صوتي فأصمت ..
ألتمس رجع الصوت و صداهـ ..

فأشعر حينًا أني لم أقل شيئا ..
فاتخذت من مدونتي صدى أرقب فيه تردد الصوت النامي بداخلي ..
احترت كثيراً في الاسم .. و لم أشأ التقييد ..

أتشرف بتواجدكم ..
في مدونتي التي تأخرت كثيراً كثيراً ..




أخوكم / عبدالله

::: أسعد لحظاتي مع أتعس الناس :::





عفواً هو ليسَ أتعسَ الناس ، و لكننا نحن كلنا نراهـ أتعس الناس ، و أنا من هؤلاء كنت أراه كذلك ، إلا أنه أكثر الناس إشراقًا و سعادة ، لأن قلبه قلب حي .. حي بما أفاض الله عليه من الصبر و السلوان ، و حي بما عمره به من الرضى و الإيمان ، و حي بتجدد المعاني الروحية المتألقة الباعثة على الآمال و طي الآلام و عدها في صفحات النسيان ..

لي صديق قد تناوبَتْ عليه نوائب الدهر ، فكلما استجمع قواهُ ناهضًا من فاجعة ، جاءته الأخرى و انقضت عليه و قصمت ظهره ، و لم تستقر به الدنيا على حال ، إلا أنه هو هو لم يتغير منذ أن عرفته في سن طفولتي ، و لم يذبل أبداً بل أصبح كالزهرة في بهائها و إسعاد الناظرين لها و إضفاء السرور و البهجة عليهم ، لقد كانت صحبتي له من أجل نعم الله علي ، حيث رأيتُ مصائب لم أكن أتخيل أن قلبه سيصمد أمامها لا سيما و أنه قد فقد عدداً من أفراد عائلته ..

صحيح أنني لا أدري هل هو ضاحك في ظاهره باكٍ في خلوته و باطنه ، إلا أنني أرى أنه شجاع حينما يتجلد و يُظهر جبروته أمام أقرانه ، ليس جبروت الطغيان و القسوة ، و إنما جبروت يُستمد من قوة داخلية ، و إلا فإني لا أشك أنه يبكي كالطفل في أول الأمر ، بل قد سمعته هكذا ..

و لكن سرعان ما كان يستجمع قواه و يزيل أثر هذا الشعور ، و يبدأ صفحة جديدة ، ترتبط بسابقتها ارتباطًا يحفز على المضي في هذه الحياة بتفاؤل و إصرار على تخطي كل عقبة .. كم سمعنا من الكلمات التي تحض على النجاح و التفاؤل و التجدد الروحي ، إلا أنني بصفة خاصة ، تعلمت من صاحبي هذا قدراً كبيراً يُغنيني عن كثير من الكلمات و الخُطب و المواعظ ..

هذه هي الحياة ، تجري بنا في أفراحها و أتراحها ، و تتقلب بنا الأحوال ، إلا أن قلب المؤمن كالبوصلة ، يعرف اتجاهه إلى أين و إن تقلب به الحال في كل الاتجاهات ، هذا الزمن زمن انكسارات نفسية بسبب البعد عن دلائل الحياة الربانية ، و فراغ القلب من المحفزات الإيمانية ، و تعلقه بماديات لا بد و أن تنتهي ، و إذا انتهت شعر المرء بعدها بنهايته ..

في هذا الزمن .. رأيتُ الرجال على قوتهم و صلابتهم و شدهم في الأغلب ينكسرون انكسار الهزيمة الذي يُخلدهم إلى الأرض ، و يكسوهم رداء الموت ، موت الروح و موت القلب ، و لكنني كذلك رأيتُ رجالاً لانت قلوبهم و رقت و انكسرت انكساراً طبيعيًا لا خلاص لها منه ، و لكن انكساراتها كبوة جواد سرعانَ ما تهبّ بعده عاديةً في مضمار الحياة لتنافس و تنجز و تفوز في النهاية ..

أيها المحزونون ..
أيها المكلومون ..
يامن جربتهم مرارة الإخفاق ..
و لوعة الهزيمة ..
و ألم الانكسار النفسي ..

التفتوا إلى هناك .. حيث الطريق إلى الله ..
و احذروا من ( ثقافة الطريق المسدود ) ..


صديقي .. قد اشتقت إلى ابتسامتك ..
رغم ما أعلمه في داخلك من ألم ..



أخوكم / عبدالله

:: ياحضنًا دافئا يحوي حروفي و مشاعري و أحاسيسي :::(أنفاس اشتياق)








تتربع على ذروة آمالي ، تنادي همَّتي بصوتٍ خافت يستحثني ..
يؤلبني على البدار إليها وهي تتبسم من بعيد ثم تبسط ذراعيها لي ثم تضمني برحابة فأرتمي ..
محتضنةً عمريَ الآخر ، و أثَري الباقي ، حتى تزيدني ريَا من نبع القلم ..
فتكتسي عيناي بالرضى و الأمان ..

أيتها العظيمة .. نفسي تتأبى على كل أحد
فلا أريد إلا أنتِ لتنشري شعوري و تترجميه ،
و تحكي لغتي التي أُحسنها و أهيم بها و أتنفس هواءها ..
أريدكِ عشيرةً لطيفة صامتة تحترمني أبداً ..
و هي تبلغ رسالة ثقيلة باحترام ..

أشرح تأملاتي ، و نظراتي ، و مشاعري ، و خواطي ، و فكري على جسدها ..
و تظل تستوعب بشكلها الصغير المتواضع .. حروفي بمعانيها الكبيرة ..

يامروِّجة المعاني ،
و يا عارضة الأزياء الحرفية ،
و الحلل البيانية ،
و المضامين الكبيرة ..
أين أنتي عني و أينَ أنا عنك ..؟!

فلتقتربي أيتها ( المدونة )
لتكوني لساني ، و قلمي ،
و قلبي ، و عمق وجداني ..
فأنتِ حُلمي و تخليد ذكراي و عمري الجديد..
ليسَ لي إلا أنتِ ..!


فيارب يسرها ..

أخوكم / عبدالله

:: خواطر هاجع يمحوها الصباح :::




إن أنقى لحظةٍ لصفاء الفكر و التحليق بالخيال نحو عالم آخر ينقل حسك إلى أوضاع كثيرة هي لحظات السكون ، في ذلك الوقت يجد المرء في نفسه مساحات من الخيال و جملة من التنقلات الشعورية ، و توارد المعاني و الأمنيات ، و تكرر الصور المستقبلية المرسومة ..

و بعدها ( ينام ) . ثم يصحوا ناسيًا كل الذي وصل إليه خياله في آخر لحظات يقظته قبل غيبتها .. و يبدأ الصبح و تشتد معارك الحياة ، و تُمسخ صور البارحة حتى تعود من جديد في دورة اليوم و في نفس الظرف المكاني و الآني ..!

أكثر من شعور يحوم في فكر الإنسان في ظرفه هذا ..
فهو ما بين استبشار بقادم ..
و أمل لمستقبل ..
و تحسر على فائت ..
و ندم على جريمة ..
و وقفة لمحاسبة ..
و إحياء لذكرى ..
و تخطيط لهدف ..
و ترنم لحزن ..
و وجد على فقيد ..

خواطر قد تغيب من ليلة إلى ليلة ..
بيدَ أن الهموم الملازمة تبقى في كل ليلة حاضرة لا تغيب ..
فهنيئًا لمن أحضر في كل هجعة خاطرة خير تضيء له ليلته و تشرق به في يومه التالي ..
لتبدو بها حياته نقية سامية ..

ملف الفقر الساخن ..


https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEip7vzrb9WWVqs7xnmdRgZpXRafTMVW3n8775OMYIiRdu5IU35-WboljfiawJcOQ68l2E74_2fV19SEvvx11uAbnolEnehqhKZZQnbH_XsC964w7Tw2bz5SSxpSASVk290aAhsSYb9N_p3I/s1600/poor-old-man-570x443%255B1%255D.jpg


الحياة البائسة هي حياة الجمود و السلبية و الانكفاء على الذات و اللهث وراء مطالب النفس و رغباتها ، هكذا تبدو النفس الإنسانية في أقبح الصور حينما تتحلى بالأنانية و حب التملك و الاستزادة منه بشكل غير معقول .. و من تلك الصور صورة الجشع الذي أصبحنا اليوم نعايشه في واقعنا و في بلادنا خاصة .. هذا الجشع هو سبب كبير و رئيس في حالات الفقر و العوز و تكالب الظروف على كثير من أبناء هذه البلاد ، الذين لا يجدون من ينقل لهم صوتًا و لا من يقف معهم و لا من يسعى لإصلاح أمورهم ، في ظل غفلة المسؤول الأول عنهم و تعلقه بدنياه التي أغرقته من رأسه حتى أخمص قدميه ..

ملف الفقر ملف ساخن و صور الفقراء في بلادنا صور بائسة لا يُصدقها إلا من عايش الواقع و الإعلام ضرب أروع الأمثلة في النفاق البذيء الذي اتخذ التطبيل ديدنًا له ، يطبل لصاحب القرار و يسبح بحمده في لؤم و انتفاع شخصي يحكم المصلحة قبل الشرع و قبل العقل و العاطفة .. و الإعلام المحلي أبدع في تصعيد القضايا الهامشية و رفع صوتها و لم يكن يمتلك الحس الوطني ، و الهم المشترك الإنساني ، و قبل ذا و ذاك المنهج الإسلامي الرباني الذي يقف مع الحق ، بل تنكب الطريق و قاطع صوت الحق و صوت الوطن ، بأصوات نشاز تُملى من هنا أو هناك .. لم يقف هذا الإعلام متفرجا فحسب .. بل وقف هادمًا بمعول لا يرحم ، يفكك الترابط و يزيد المواجع و يُهمل الجروح .

ألم يرى إعلامنا و مسؤولونا أصحاب الأعشاش المسكونة ، و جؤار الأطفال و أصواتهم المحزونة ، و قد أعيتهم مرارات الفقر و لذعتهم عذابات الحاجة و قست عليهم الظروف وهم في بلد يستطيع أن يرفه الشعب و يلبي حوائجه الأساسية ، أي حس يشعر به هؤلاء .. و أي وطن يتغى بحمايته الكذبة منهم .!ّ و أي ولاء يُراد من شخص وجد رجال وطنه و إلاعلامه في طليعة الخائنين ..

بعد اليوتيوب لم يعد بوسع مغيبي الحقائق أن يحجبوا حقائق مؤلمة محزنة مبكية ، فكان فضح صنائعهم على نقل مآسي إخواننا الفقراء داخل الحدود السعودية في مقاطع و صور تغني عن ألف تقرير و ألف مقال و ألف دراسة ، و قد اطلعت على مقطع يحكي حالاً مؤلمة لأمرأة أجرى معها اللقاء الإعلامي عبدالرحمن الحسين ، هذا المقطع مليء بالألم و القهر ، لن أتحدث عنه و لكن أتحدث عن عنوانه الغريب ( مقولة ..! سعودية تتمنى أكل لحم حمار ..! ) .! نعم يا صاحب العنوان .. هذا شيء معقول إذا علمت مقدار الأنانية في من أوكل إليه الأمر ، و ضعف الرقابة و انعدام المحاسبة ، و خيانة الإعلام المنافق المنزلف للوطن و لأبناء الوطن ..


إنني أعتبر هذا الملف هو الأكثر سخونة ، وهو الأكثر حساسية ،
و هو الأخطر على أصحاب الكراسي ، و أصحاب الإعلام ،
و لكن حسبنا الله و معم الوكيل و قاتل الله الخونة ...


صدق الله القائل ( إن الله لا يهدي كيد الخائنين ) ..